سر الزواج (٣)
الزواج حياة قداسة وليس سرقة !
ما معنى هذا الكلام ،
من ضمن الأجوبة التي اسمعها رداً على السؤال لماذا الزواج ، هناك من يقول :
لقد حان وقت الزواج ! مثل الآخرين أريد عائلة وأطفال !
نعم العمر يمضي بسرعة، قبل فوات الآوان اختار أو يُختار لي شخصاً أكوّن معه عائلة و مجموعة من الأطفال والحياة تجري بعدها !
بصراحة هذه مشكلة أخرى ، و يا له من فخ جميل جداً !
لقد آن الآوان ! كأنه شخص مريض حان موعد دوائه
أو شخص بانتظار موعد الحلقة في التلفزيون ، ولأن الجميع يشاهد الحلقة الفلانية فأنا أيضاً مثل الآخرين حان الوقت لأشاهد الحلقة.
لأنه آن الآوان ومثل الآخرين ،هل الحل هو الزواج إذاً ؟
بصراحة لا .. لا نحتاج ! لا نحتاج إلى سر الزواج لتكوين عائلة بالمعنى السائد اليوم ! تستطيع أن تتزوج في المحكمة بإمضاء بسيط ! لأن العالم اليوم ُيعرّف العائلة بطريقته ، عقد بين طرفين. وفي يوم و لأي سبب ممكن الانفصال حتى إن كان هناك أطفال ! فالموضوع سهل جداً والطريقة هي نفس الإمضاء لكن على ورقة أخرى !
هذا ليس زواجا ! هذه الحالة أستطيع أن أقول أنها طريقة الزواج بالسرقة ! أحدهما يسرق الآخر ، يظنان أنهما يحبان بعضهما و حين يُسرق كل شيء من الآخر ، فما الحل ؟ الانفصال .. فلم يبقى شيء لسرقته !
فالطرفين مع الوقت يكتشفان أنهما لا يصلحان لبعض فتتحول الأمور رأساً على عقب.
قد نتساءل ، أين ذهبت فترة الحب والغرام قبل الارتباط ؟ في ليلة وضحاها كل شيء يختفي ،لأن المبني على الباطل زائل !
من هم الضحية في هذه الحالة ؟ الأطفال، ضحية سرقة بين طرفين !
مِمن يتعلمون معنى التضحية من أجل الآخر ؟ من الأب أم من الأم ؟ لا أتصور
كيف لهم أن ينمون في جو عائلي يساعدهم على كسر ذواتهم وكبريائهم ؟
السرقة أساسها أن أشبَع أنا على حساب الآخر ! فلا يمكن بناء عائلة بهذه الطريقة ولهذا تفشل ! أما الزواج الحقيقي أساسه الحب ! لأن في الحب هناك مشاركة وهناك عطاء من أجل الوصول إلى الآخر !
الوصول إلى الآخر يعني أن كل ما لي فهو لك ! كل ما امتلكه فهو لك.
و قوتي هي في ما لا امتلكه لأن الآخر يكملني !
في الوصول إلى الآخر اكتشف عمق حقيقتي ! وهذا يحدث فقط في سر الزواج وليس في عقد الزواج.
لاتنسى أن عمق الزواج يكمن في عطائك الكامل للآخر و في هذا العطاء هناك حضور إلهي حي بين الطرفين وفي هذا الحضور تلتمسان طعم القداسة
الزواج ليس هدف نصل إليه
بل هو الطريق نحو هدف اسمه الله !